واجهة بأقواس عالية وانارة خلابة ومباني ضخمة وحدائق غناء تضمها مدينة "الراية" للزائرين التي افتتحت هذا العام على الطريق الرابط بين محافظتي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف، فيها مسجدين كبيرين ومضائف ومطاعم بخدمات فندقية سعتها لا تدانى، وخدمات اخرى صحية واطعام وترفيهية، تديرها لجان عدة هندسية ولوجستية وخدمية وامنية تعمل كخلية نحل او مؤسسة عريقة فتحت ابوابها لاستقبال حشود الزائرين مبيتا واطعاما وعلاجا وعبادة واستراحة.
خطط متقنة
يتحدث السيد" احمد الفياض" احد خدام ومسؤولي المدينة بإسهاب عن بناء تلك المدينة من الفكرة الى التنفيذ والخدمة لوكالة نون الخبرية قائلا ان" الفكرة انطلقت العام الماضي بعد ان شيدنا حسينية على نفس الطريق لخدمة الزوار واسميناها "حسينية الراية" وتميزت بنوع الخدمة المقدمة فيها التي اتخذت طابع خدمات المطاعم بطريقة عصرية على الطاولات والكراسي وتبريد مركزي لتوفير افضل الاجواء للزائرين ومراعاة التعب الذي يعاني منه اصحاب الامراض وكبار السن وشاهدنا فيها امور ايجابية ملموسة وزادت من عدد الزائرين الوافدين الينا، فتولدت النية لاضافة خدمات اخرى للزائرين وابرزها الخدمات الفندقية في المنام من ناحية توفير القاعات والاسرة والفراش الطبي، وكذلك توفير محطة تحلية لانتاج الماء النقي (RO)، ونحن مجموعة من المشتركين في الخدمة عاهدنا الامام الحسين (عليه السلام) على تشييد (14) راية كل منها تعادل مدينة او مبنى، وقد انجزنا مدينة في منفذ زرباطية الحدودي تعمل (24) ساعة مع حركة الوافدين والمغادرين، وشيدنا قبل سنتين مبنى آخر في شارع السدرة قرب مقام الامام المهدي (عليه السلام) يفتتح يومي الخميس والجمعة من كل اسبوع وفي ايام المناسبات الدينية والزيارات المليونية لتقديم الخدمة للزائرين وايوائهم، كما شيدنا حسينية "الراية" على طريق العلماء بمنطقة الكفل في النجف الاشرف، كما شاركنا في دعم الشعوب العربية في لبنان وغرة بقوافل "الراية" للمساعدات الانسانية تلبية لتوجيهات المرجعية الدينية العليا بالتنسيق مع العتبة الحسينية المقدسة التي تكفلت بايصالها الى مستحقيها".
منشئات وخدمات
وعندما تولدت القناعة بانشاء مدينة خدمية متكاملة للزائرين بدأ العمل باستملاك الارض هكذا يصف "الفياض" اولى الخطوات ويضيف " تمكنا من شراء الارض بمساحة (10) دونمات واستملكت لنا، واحلناها الى مكتب هندسي ليباشر المهندسون فيه باعداد التصاميم وفق الطراز والعمارة الاسلامية الذي تشاهدونها لخصوصية المناسبات وعلاقة المواكب بالقضية الحسينية، وشاركنا فريق هندسي معماري متخصص منهم اساتذة من جامعتي الكوفة وبابل، وانجز التصاميم بوقت قياسي بعد ان الحينا عليهم باكماله لغرض ادخال المشروع الى الخدمة في الزيارة الاربعينية، واحيل الى التنفيذ وباشرنا بالعمل في شهر كانون الاول من العام الماضي (2024)، وجرى الامر على وجبتي عمل يوميا، وبالفعل انجز بناء المدينة خلال (7) اشهر فقط، وتتكون المدينة من (38) مضيف وهي قاعات كبيرة سميت كل واحدة منها باسم احد الائمة الاطهار، وكل مضيف مؤثث بأسرة وخزانة حديدية (لوكر) ليضع الزائر اغراضه فيها بعد ان يتسلم سريره ومفتاح الخزان، ومكيف بالتبريد، كما تحتوي على مسجدي السيدة خديجة الكبرى وابو طالب (سلام الله عليهما) وبنائهما بطراز حديث ومساحة كل منها (400) متر مربع ويستوعبان مئات المصلين في وقت واحد، كما تحتوي المدينة على مطعمين ومطبخين في جناحين طاقتهما الاستيعابية مجتمعة (1600) زائر، وتوجد فوقهما طبقة ثانية مخصصة لتوزيع "الآيس كريم"، و"العصائر"، و"المثلجات" وهي اطعمة وسوائل تساهم في تبريد اجساد الزائرين في هذه الايام التي تشهد حرارة مرتفعة جدا، ولدينا ايضا اربع افران تصنع "الصمون"، و"البيتزا"، و"المعجنات"، وتحتوي المدينة على معمل لانتاج الثلج متكامل، ومحطة تحلية وانتاج الماء النقي (RO) بمقدار (12) الف لتر خلال ساعة او ساعتين، ونصبنا مفرزة طبية بالتعاون مع جامعة الكفيل داخل المدينة بعد ان جهزناها بالادوية والمستلزمات الطبية التي يحتاجونها من احد مذاخر النجف الاشرف، وبهذه الطريقة والتقنيات وفرنا كل ما تحتاجه المدينة لتقديم الخدمات للزائرين".
انطلاق الخدمة
وعن الموعد الذي باشرت به المدينة بتقديم الخدمة للزائرين يقول ان" المدينة فتحت ابوابها وباشرت منذ الاول من شهر "صفر الخير" الجاري بتقديم خدماتها لعشرات الاف من الزائرين الرجال يوميا، حيث قسم العمل للعاملين فيها الذين يبلغ عددهم (200) خادم الى اقسام كل حسب واجبه، مثل الواجبات الامنية، والاستعلامات، والتشريفات، ودار الضيافة للشخصيات الزائر، سعتها (200) شخصية، وقسم المطبخ الذي يضم طباخين ماهرين ومساعديهم وخدام الصالة، وقسم النقل الذي يضم آلياتنا الخاصة المتضمنة "السيارات"، و"الرافعات الشوكية"، و"الكرين"، و"الباستك" مع سائقيها، لتفريغ الحمولات ورفع الحمولات الثقيلة، كما يوجد في المدينة قسم ضيافة خاص بالمضائف مهمته استقبال الزائر، ومنهم الاجانب الذين لا يتحدثون العربية ومنهم أميين لا يقرأون ولا يكتبون وارشادهم الى أسرتهم وتسليمهم مفاتيح الخزانات وتلبية طلباتهم، وتبليغ الادارة في حال امتلاء المضيف ليتحول الى الذي بعده، والسعة السريرة لجميع المضائف تصل الى (1000) زائر في وقت واحد، ولكن بدخول وخروج الزائرين تصل سعتها الى الاف الزائرين، ولدينا تخصصات هندسية وفنية ومنهم المهندسين الذين ساهموا ببناء المدينة وما زالوا يخدمون فيها ومفرزة الصيانة للماء والكهرباء التي تضم مهندسين وفنيين، ولدينا مولدات كهرباء خاصة بالمدينة ويشغلها فنيون، وكان لخدمتنا الحسينية السابقة الاثر الكبيرة في نجاح عملنا في ادارة الحشود حاليا ومعرفة احتياجات الزائر، وتمويل الموكب يتم من قبلنا كمجموعة من خدمة الامام الحسين (عليه السلام) وانشأنا صندوق خاص بهذا المشروع الذي اسميناه مشروع الـ (14) راية بعد ان لمسنا بركات خدمتنا الحسينية التي فتحت علينا ابواب رزق باضعاف مضاعفة، وآلينا على انفسنا ان يكون الامام الحسين (عليه السلام) شريكا معنا بأرزاقنا، ومنها قررنا جعل نسبة تتراوح بين (15 ــ 25) بالمئة من الارباح من كل مشروع ننجزه حصرا للامام الحسين (عليه السلام) تجمع خلال عام كامل وتنفق في الموارد التي ذكرتها".
قاسم الحلفي ــ النجف الاشرف
تصوير ــ عمار الخالدي











التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!