وفي القداس الذي حضره رئيس الوزراء المنتهية ولايته محمد شياع السوداني ورئيس تحالف قوى الدولة الوطنية عمار الحكيم، قال ساكو في كلمة وجهها إلى رئيس الوزراء: “دولة الرئيس.. هناك كلام عن التطبيع وأتمنى من الحكومة الجديدة أن تهتم بأن يكون التطبيع في العراق ومع العراق، لأن العراق هو بلد إبراهيم والعراق هو بلد الأنبياء، والتلمود كُتب في بابل قريباً منا، والعالم كله يجب أن يأتي إلى العراق وليس إلى مكان آخر”.
توضيح التطبيع
وفي توضيح لاحق، قال الموقع الرسمي للبطريركية الكلدانية، في بيان اطلعت عليه وكالة نون الخبرية، فجر اليوم الخميس، إنه “تداولت مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات غبطة البطريرك ساكو في موعظته مساء اليوم أثناء القداس الاحتفالي”.
واضاف البيان، أن “البطريرك ساكو أكد أن الكل يجب أن يطبع مع العراق وليس مع بلد غيره، لأن إبراهيم عراقي والعراق بلد الديانات والعديد من الأنبياء”.
وتابع البيان، أن “البطريرك شرح ذلك في مقابلته مع الشرقية، حيث قال إن توجه الدول نحو العراق بلد الحضارات وبلد إبراهيم سوف يشجع السياحة”.
تصريحات قلقة
من جانبه، أعرب رئيس حركة بابليون ريان الكلداني، عن “قلقه البالغ إزاء ما جرى تداوله إعلامياً من تصريحات منسوبة إلى لويس ساكو، قال إنها فُسّرت على أنها ترويج لمبدأ التطبيع مع الكيان الصهيوني والانضمام إلى الاتفاقية الإبراهيمية، وطرح العراق كنقطة انطلاق لمثل هذا المشروع”.
وأوضح الكلداني في بيان، أن “هذه التصريحات تتعارض مع قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني النافذ، ومع الثوابت الوطنية والإجماع الشعبي الرافض لأي شكل من أشكال التطبيع”.
ودعا رئيس حركة بابليون، لويس ساكو إلى الخروج ببيان عاجل وصريح يوضح فيه حقيقة ما صدر عنه، ويضع الرأي العام أمام التفسير الدقيق لهذه التصريحات، بعيداً عن أي “التباس أو تأويل”.
وأكد الكلداني أن “أي موقف أو رأي يُفهم منه دعم أو ترويج للتطبيع مع الكيان الصهيوني لا يمثل المسيحيين في العراق ولا يعبّر عن إرادتهم أو تاريخهم الوطني” ، مشدداً على أن “المسيحيين كانوا وما زالوا جزءاً أصيلاً من الموقف العراقي الرافض للتطبيع والملتزم بسيادة الدولة واحترام قوانينها”.
وشدد البيان على أن “احترام القانون العراقي والالتزام بسقوفه الدستورية مسؤولية وطنية لا تقبل الاجتهاد أو التأويل”، مؤكداً “رفض أي خطاب يتجاوز هذه الثوابت أو يضع العراق في مسار يتنافى مع سيادته ومواقفه التاريخية، ومختتماً بالمطالبة ببيان عاجل لتوضيح هذه المسألة للرأي العام”.
لا مكان للتطبيع
بدوره، قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إن التطبيع يُعد جريمة يعاقب عليها القانون العراقي، مؤكداً أن “كل من يحرّض عليه أو يطالب به، كائناً من كان، لا يكون بمنأى عن العقوبة”.
وأضاف الصدر، في تدوينة نشرها على منصة “إكس”، أن “على الجهات الرسمية المختصة القيام بواجبها فوراً”، مشدداً على أنه “لا مكان للتطبيع ولا لشرعنته داخل العراق”.
تصريحات واضحة
في المقابل، قال الصحفي المدون علي فرحان، إن تصريحات البطريرك ساكو بشأن التطبيع داخل العراق كانت واضحة، مشيراً إلى أن المقصود منها هو “إذابة الخلافات بين الفرقاء السياسيين وبين المكونات داخل البلد الواحد”.
وأضاف، في تدوينة له تعليقا على حديث ساكو، أن “هذا التصريح يحتوي على إشارة إلى القطيعة والمشكلات داخل المكون المسيحي والنزاع حول منصب رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية”، مؤكداً أنه “ليس كل استخدام لكلمة تطبيع يعني وجود كيان صهيوني”.
إذابة الخلافات لا أكثر
أما الصحفي علي السامرائي، فقال إن البطريرك لويس ساكو، رأس الكنيسة الكلدانية في العراق، كان يقصد بالحديث عن التطبيع إذابة الخلافات بين مكونات المجتمع العراقي، لا التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
وأضاف السامرائي في تدوينة نشرها على “إكس”، أن بعض السياسيين والمدونين المرتبطين بأحزاب معينة حاولوا تحويل هذا الحديث إلى حملة تحريضية سياسية، تهدف إلى تصفية حسابات قديمة واستهداف الوجود المسيحي في العراق، مستغلة عنوان “مكافحة التطبيع مع إسرائيل”. وأشار إلى احتمال تصاعد موجة عنف ضد المسيحيين بذرائع واهية.
وكان البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، قال في حديث موجه للسوداني، خلال كلمة ألقاها في قداس أعياد الميلاد، الذي أقيم في كنيسة سيدة النجاة وسط بغداد، إن “هناك حديثاً متداولاً عن موضوع التطبيع”، معرباً عن “أمله بأن تهتم الحكومة الجديدة بأن يكون التطبيع مع العراق وداخل العراق، لا مع أي بلد آخر”.
وأضاف ساكو، أن العراق هو بلد النبي إبراهيم وبلد الأنبياء، مشيراً إلى أن التلمود كُتب في بابل القريبة من العراق”، مؤكداً أن “العالم كله يجب أن يتجه إلى العراق لا إلى مكان آخر”.
بعد ذلك، ألقى السوداني كلمة رد فيها على ما ورد في كلمة ساكو بالقول: إن “كلمة التطبيع غير موجودة في قاموس العراق لأنها ارتبطت بكيان محتل استباح الأرض والإنسان، كما لا نحتاج إلى تطبيع إنما إلى الأخوة والمحبة والتعايش، والالتزام الشرعي والقانوني والدستوري فهو الذي يحتم علينا هذه العلاقة”.


التعليقات
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!