RSS
2025-12-26 19:06:10

ابحث في الموقع

من العراق إلى خنادق أوكرانيا: كيف تستدرج "بالينا" المتطوعين في الجيش الروسي

من العراق إلى خنادق أوكرانيا: كيف تستدرج "بالينا" المتطوعين في الجيش الروسي
بين ساحات القتال الدائر بين أوكرانيا وروسيا، يختفي عراقيون في حرب لا تخص بلدهم، مدفوعين بالحاجة إلى المال ووعود التجنيس، شباب غادروا بصمت ليقاتلوا ضمن صفوف الجيش الروسي، من دون أي ضمانات لعودتهم أحياء أو أموات.

ويعتبر ملف العراقيين في الحرب الروسية معقّداً، حيث تتداخل فيه جماعات مسلحة وشركات تجنيد، وتحيط به خسائر بشرية كبيرة لا يُعلن عنها، وسط صمت رسمي وأسئلة مفتوحة عن مصير هؤلاء المقاتلين وحجم الضحايا الحقيقي.

وفي هذا السياق، قال الخبير الأمني سيف رعد في حديث متلفز، إن "عمليات تجنيد العراقيين للقتال إلى جانب الجيش الروسي تتم عبر فصائل مسلحة عراقية ترتبط بعلاقات تاريخية مع موسكو، إضافة إلى شركات تجنيد"، مؤكداً أن "الحكومة العراقية بعيدة عن هذا الملف ولا تمثل طرفاً مستفيداً منه"، وفق تعبيره.

وأوضح رعد، أن "هناك مسؤولة روسية تُدعى “بالينا” تشرف على موقع إلكتروني يُستخدم لاستقطاب المتطوعين من خلال إغراءات مادية"، داعياً الحكومة العراقية إلى "مراقبة هذا الموقع وحظره".

وأشار إلى أن "بعض الجهات أسهمت في التأثير على الشباب العراقي عبر ترويج صور للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومنحه ألقاباً ذات طابع قدسي، ما انعكس على اندفاع بعضهم نحو التطوع"، لافتاً إلى "وجود مرتزقة من جنسيات مختلفة، بينهم إسرائيليون، يقاتلون إلى جانب مقاتلين عرب في جبهات واحدة"، على حد قوله.

وبيّن رعد، أن "الإحصاءات الرسمية تتحدث عن أعداد تتراوح بين 600 و1000 مقاتل عراقي، إلا أن تقديراته ورصده الميداني تشير إلى أن العدد قد يصل إلى نحو 2000 متطوع ضمن صفوف الجيش الروسي".

وأكد، أن "الخسائر البشرية كبيرة في صفوف هؤلاء المتطوعين، إلا أن الجيش الروسي لا يعلن عنها"، موضحاً أن "المجندين يُزجّ بهم غالباً في الخطوط الأمامية للمعارك لتثبيت الأرض، في ظل عدم اكتراث القيادة الروسية بعدد القتلى".

وتأتي هذه التطورات في وقت اصدرت محكمة جنايات محافظة النجف حكماً بالسجن المؤبد بحق مواطن عراقي، بعد إدانته بجريمة الاتجار بالبشر، لانتمائه إلى عصابة إجرامية دولية متورطة بتجنيد عراقيين للقتال إلى جانب روسيا في حربها ضد أوكرانيا.

وذكر مجلس القضاء الأعلى، في بيان (16 كانون الأول 2025)، أن "المُدان اشترك مع متهمين آخرين في تكوين جماعات وإرسالهم للقتال في دول أجنبية مقابل مبالغ مالية، في واحدة من أبرز القضايا التي كشفت جانباً من شبكات التجنيد غير القانونية".

يشار إلى أن السفير الروسي في العراق، ألبروس كوتراشيف قال خلال مقابلة صحفية، بتاريخ (17 تشرين الأول 2025)، إن "آلاف العراقيين مستعدون للانضمام إلى الجيش الروسي إذا فُتح الباب أمامهم".

ووصف المرصد العراقي لحقوق الإنسان (IOHR)، تلك التصريحات، بـ"التسويق العلني" لتجنيد مواطنين عراقيين للمشاركة في الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

وبحسب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، فان أكثر من 400 ألف عسكري متعاقد انضموا إلى الوحدات العسكرية منذ بداية العام الحالي 2025.

كرار الاسدي

كرار الاسدي

كاتب في وكالة نون الخبرية

التعليقات

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!