اهتمام المرجعية الدينية العليا بالاطفال في العراق لا يعلو عليه اهتمام، ولمرضى التوحد مكانة خاصة في قلب ممثلها الشيخ عبد المهدي الكربلائي، فتراه في موقع عمل انجاز مشروع مركز التوحد في البصرة يدقق ويحقق ويسأل المهندسين عن كل صغيرة وكبيرة ويشدد عليهم بالاسراع بانجاز العمل ويحثهم على المزيد من الجهود، وما ان دخل الى مركز الامام الحسين لرعاية وتأهيل اطفال التوحد في البصرة حتى ذاب قلبه بحب هؤلاء الاطفال فمازحهم ولاطفهم وتودد لهم وجلس معهم والتقط الصور واهداهم العابا، واصدر على الفور حزمة اوامر توسع الخدمة لهم وترعاهم، كيف لا وهويمثل يد المرجعية الرحيمة على ابنائها.
.jpg)



ديمومة وامان
اما بخصوص الملاك العامل فانه يمثل ديمومة واما لمحافظة البصرة فيمثل الامان هكذا ترى الدكتورة زينب علي من مركز الامام الحسين عليه السلام لرعاية وتأهيل اطفال التوحد في البصرة انشاء العتبة الحسينية المقدسة لمشروع كبير مثل مشروع مركز التوحد في البصرة وتوضح رأيها بحديثها لوكالة نون الخبرية بالقول " ان اهالي البصرة لما علموا ان هذا المشروع تشرف عليه العتبة الحسينية وهو الاسم المرموق الذي يوفر الامان لانه ليس مشروعا تجاريا وهو ذا فائدة للمجتمع البصري، ويبعث الامان في قلوب عائلة الطفل المصاب بالتوحد لانه سيصبح في ايدي امينة على الشعب العراقي فكيف لا تكون امينة على اطفالهم، وبالتالي ان المنفعة الاساسية هي للطفل الذي يتعافى من مرضه بالتدريج، اما الملاكات العاملة فتيقنت ان مشروع تنجزه العتبة الحسينية يتوفر فيه كل الاجهزة والقاعات والمعدات والمستلزمات المطلوبة لتنفيذ برامج تأهيل الاطفال المتوحدين ومنها تتحقق المنفعة المرجوة في اعادتهم الى الحياة الطبيعية مرة اخرى"
نقلة نوعية
تشاركت المدربتان ضحى صاحب ورويدة علي بالحديث لوكالة نون الخبرية عن حال المركز والعاملات به ومشروع العتبة قيد الانشاء بقولهن "نحن 18 مدربة نشرف على تعليم 54 طفلا مصابا بالتوحد في دار مساحتها 260 مترا مربعا وهي تعد صغيرة في قياسات مراكز معالجة التوحد، وتفتقر لكثير من الامور المهمة، ونعاني من نقص كبير بالمعدات ونحتاج الى اجهزة التكامل الحسي ومساحات لحديقة كبيرة وقاعات العاب والعاب رياضية لان الاطفال تختلف حالاتهم ويحتاجون الى امور عدة، بل حتى الصفوف صغيرة وبعضها لا تدخلها الشمس، وهناك برامج تدريب خاصة للمصابين بالتوحد لا تنفذ الا بتوفير الكثير من القاعات التخصصية والمعدات والتقنيات الحديثة، وما سمعناه عن مشروع مركز التوحد في البصرة الذي تنفذه العتبة الحسينية المقدسة وما يحتويه من مساحات وقاعات اعطانا الامل والفخر في وقت واحد لان جهة مباركة تحرص على حياة اطفال العراق وكل العراقيين مثل العتبة الحسينية تنفذه، بينما تخلت كل الجهات المحلية او الحكومية او السياسية عن واجباتها ولم تتبنى مثل هكذا مشاريع مهمة تتعلق بحياة اجيال من ابناء البلد، ورغم صغر مساحة الدار التي يشغها المركز الا اننا حققنا نتائج كبيرة في تأهيل الاطفال واذا افتتح مشروع العتبة الحسينية فستحصل عندنا نقله نوعية في البصرة كلها، وسنستوعب عدد كبير من الاطفال الذين ينتظر منهم الآن 467 طفلا للتسجيل في المركز والعدد بازدياد، ولو توفرت مساحات كبيرة يمكننا ان نفتح مراكز تأهيل لتخريج الاطفال سالمين ويمكنهم ان يلتحقوا بالمدارس الابتدائية، التي ترفض استقبالهم الان بسبب حالاتهم المرضية".

بلسم المرجعية
هذه المعاناة والحسرة التي حاصرة العاملات في المركز من جراء العمل في دار مؤجرة بمساحة قليلة ومنطقة تعد غير مكتملة الخدمات تبددت وذهبت ادراج الرياح بمجرد زيارة الشيخ الكربلائي الى المركز، وفور دخوله تعلق قلبه بهؤلاء الاطفال المرضى والذين تعلقوا به هم ايضا والتفوا حوله بتلقائية وحميمية غريبة، والاكثر من ذلك ان احد الاطفال اصر على الجلوس في حضن الشيخ الكربلائي والتقاط صورا معه ورفض ان يفارقه ووزع بين الاطفال هدايا والعاب لادخال الفرحة الى قلوبهم، وما ان شرحت مديرة المركز ومعاونتها والمدربات معوقات عملهن حتى انطلقت يد المرجعية الرحيمة بكرمها واهتمامها، فامر الشيخ الكربلائي فورا باستئجار دارا لا تقل مساحتها عن الف متر وتأثيثها وتزويدها بمختلف المعدات التي تساعد المدربات على اداء عملهن بافضل وجه، كما طلب من مديرة المركز جعل دوام المركز بوجبتين صباحي وظهري مع اعطاء الاذن بتوفير 20 فرصة عمل لمدربات ذوات خبرة في هذا المجال، ومنح الملاك العامل في المركز كتاب شكر ومكافئات مالية تكريما لهن على سعيهن الدؤوب ، وبشرهن ان مشروع مركز البصرة للتوحد سيكون جاهزا بعد عام ونصف وسيجدن فيه كل ما يحتاجه عملن المضني والشاق.


مواصفات عالمية
المهندس حسين فاضل رئيس اللجنة المعمارية في قسم المشاريع الستراتيجية في العتبة الحسينية المقدسة شرح لوكالة نون الخبرية بالتفصيل مشروع مركز التوحد في البصرة بقوله " مساحة موقع المشروع 17500 متر مربع ومساحة البناء 10500 متر مربع ومساحة الطابق الارضي 3500 متر مربع يحتوي على 26 صف تعليمي مساحة الصف 80 مترا مربعا يخدم حوالي 400 طالب وفيه غرف علاج حسي ووظيفي واجتماعي ونفسي وقاعة رياضية وقاعة علاج مائي متخصص و13 غرفة تخاطب"، فضلا عن "الحدائق المعلقة والمساحات الخضراء الكبيرة، وتوجد في المشروع مدينة تخيلية تمكن الطفل المصاب بالتوحد ان يستخدمها ويتقمص دور الطبيب او المهندس او رجل الاطفاء وغيرها لتمنية قدرته على التعامل مع المجتمع، كما تحتوي على ملعبين للخماسي والكرة الطائرة وملاعب رملية ومرآئب للسيارات، وقد التفت ادراة المشروع لكل الجزئيات المطلوبة حتى وصل الامر الى الاصباغ الداخلية التي استخدم فيها اصباغ والوان نباتية لعدم الحاق الاذى بالطفل اذا تناولها، وسيجهز المركز باثاث طبي لغرف العلاج ومكتبي للادارات من مناشيء اوروبية، وقد وصلت نسب الانجاز الى 25 بالمئة حسب المخطط وكلفته التقديرية تبلغ عشرة مليارات و126 مليون دينار ومدة انجازه سنتين".

قاسم الحلفي ــ البصرة
تصوير ــ عمار الخالدي
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!