ابحث في الموقع

بين نفط العراق ورسوم سوريا.. أي مستقبل ينتظر خط كركوك – بانياس؟

بين نفط العراق ورسوم سوريا.. أي مستقبل ينتظر خط كركوك – بانياس؟
بين نفط العراق ورسوم سوريا.. أي مستقبل ينتظر خط كركوك – بانياس؟

بعد نحو شهر على زيارة وزير الطاقة السوري محمد البشير، وحديث رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، خلال مشاركته في منتدى بغداد الدولي للطاقة، السبت الماضي، بأن بغداد أجرت محادثات لإعادة تفعيل خط التصدير العراقي السوري، وذلك لتنويع منافذ التصدير، كشف مدير العلاقات العامة للإدارة العامة للنفط في وزارة الطاقة السورية، مصطفى معراتي عن عودة المحادثات بين بغداد ودمشق لإحياء هذا الخط.

وقال معراتي في حوار متلفز، إن “خط كركوك بانياس يمثل منفذا تصديريا إضافيا وحيويا للعراق نحو الأسواق الأوروبية عبر البحر المتوسط، ما يقلل الاعتماد على المنافذ الجنوبية عبر الخليج العربي ويوفر بديلا عن خط التصدير عبر تركيا المتوقف حاليا”.

وأضاف: “أما بالنسبة لسوريا فهو يمثل فرصة لتأمين إمدادات النفط الخام بشكل مباشر وأقل تكلفة من الاستيراد البحري، وتلبية الطلب المحلي على الطاقة، وتحقيق عوائد اقتصادية من رسوم العبور”، مؤكدا أن “الخط متوقف عن العمل منذ عام وتعرض لأضرار جسيمة وتخريب على مدى السنوات الماضية”.

وأكمل معراتي، قائلا: “لا شك أن عمره الافتراضي قد انتهى وأن محطات الضخ على طول مساره شبه مدمرة، مما يجعل إعادة تأهيله عملية معقدة ومكلفة”.

وأشار إلى أن “البلدين تبادلا زيارات رسمية رفيعة المستوى لبحث الجدوى الفنية والاقتصادية للمشروع، وتم الاتفاق على تشكيل لجان فنية مشتركة لتقييم حالة الأنبوب ووضع تصور للحلول الممكنة، سواء بإعادة تأهيل الخط القديم أم إنشاء خط جديد”.

وأكد معراتي أن “التعاون في مجال الطاقة، وخصوصا إعادة إحياء خط كركوك- بانياس، يمثل رؤية استراتيجية لكلا البلدين”، مشيرا إلى “وجود اهتمام جاد ومتبادل بين الحكومتين السورية والعراقية لإعادة تأهيل وتشغيل خط أنابيب النفط الاستراتيجي الذي يربط حقول كركوك في العراق بميناء بانياس السوري على البحر المتوسط”.

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أكد السبت الماضي، خلال مشاركته في منتدى بغداد الدولي للطاقة، بأن بغداد أجرت محادثات لإعادة تفعيل خط التصدير العراقي – السوري، وذلك لتنويع منافذ التصدير، مؤكدا أن “العمل بدأ فعليا بمد أنبوب بصرة – حديثة بطول 685 كيلومترا”.

وأجرى وزير الطاقة السوري محمد البشير، في 11 آب الماضي، زيارة رسمية إلى العراق التقى خلالها بعدد من المسؤولين لمناقشة إعادة تأهيل خط نقل النفط الواصل بين كركوك وميناء بانياس، إلى جانب بحث سبل التعاون في مشاريع الموارد المائية.

وتصنف سوريا ضمن الدول المحدودة المساهمة في الطاقة على مستوى العالم، وبالرغم من ذلك فإن الثروة النفطية فيها شكلت موردا مهما للسلطة ابان نظام الأسد، وساحة خطيرة للصراع بعد سقوط النظام، حيث لا يكاد الإنتاج السوري من النفط -في ذروته- يشكل 0.05% من الإنتاج العالمي، بطاقة لا تتعدى 400 ألف برميل يوميا، كان يخصص أكثر من نصفها للاستهلاك المحلي، وهو إنتاج منخفض بالمقارنة مع دول جارة غنية بالنفط مثل العراق الذي ينتج يوميا قرابة 4.3 ملايين برميل.

وبدأ العراق خطوات عملية، منتصف العام الماضي، لإعادة تشغيل خط أنابيب النفط الممتد عبر سوريا إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط، بإرسال وفد حكومي رسمي إلى دمشق لبحث آليات إعادة التأهيل، وفقا لبيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء العراقية.

 

ويُعد خط أنابيب النفط العراقي السوري، المعروف باسم “كركوك – بانياس” من أقدم مسارات تصدير النفط في الشرق الأوسط.

ويعود تاريخ إنشاء الخط إلى عام 1952 بطول يبلغ 800 كيلومتر، وبقدرة ضخ تصل إلى 300 ألف برميل يوميا، وقد توقف العمل به مرارا على مرّ العقود بسبب التوترات السياسية والأمنية في المنطقة.

ومع أن أنبوب “كركوك – بانياس” يوفر منفذا حيويا لبغداد على البحر المتوسط، إلا أن المشروع لا يزال يواجه تحديات أمنية وفنية كبيرة، أبرزها تدهور البنية التحتية للأنبوب الذي تعرّض للاستهداف والتخريب خلال سنوات الحرب في سوريا، بالإضافة إلى التكاليف المرتفعة لإعادة تأهيله، التي تُقدّر بأكثر من 8 مليارات دولار.

وكان مراقبون أشارو إلى أن إحياء خط أنابيب النفط العراقي السوري يرتبط بقرار سياسي بامتياز، في ظل استمرار التوترات في الأراضي السورية وعدم استقرار الأوضاع الأمنية على الحدود.

في عام 2007، وقّعت بغداد اتفاقا مع دمشق لإعادة تشغيل الخط عبر شركة روسية، لكنه أُلغي في 2009 بسبب ارتفاع التكاليف، واليوم، تعود الأنظار مجددا إلى خط “كركوك – بانياس” رغم التحديات.

 

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!