ابحث في الموقع

(طار الحمام)... مكفوفو كربلاء يحلّقون على خشبة المسرح العربي

(طار الحمام)... مكفوفو كربلاء يحلّقون على خشبة المسرح العربي
(طار الحمام)... مكفوفو كربلاء يحلّقون على خشبة المسرح العربي
شاركت جمعية السراج للمكفوفين من كربلاء بعمل مسرحي ضمن فعاليات ملتقى النور في الثقافة الذي تنظمه جمعية النور للمكفوفين في مسقط ، بمشاركة عدد من الجمعيات والمؤسسات المعنية بذوي الإعاقة البصرية من 14 دولة عربية , بهدف تعزيز الدور الثقافي للمكفوفين وإبراز مواهبهم وإسهاماتهم في الحياة الفكرية والفنية، إلى جانب تبادل الخبرات بين الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة البصرية.

بين رئيس الجمعية , عثمان الكناني , لوكالة نون الخبرية "تعد هذه هي المشاركة الخارجية الاولى لفرقة السراج المسرحية للمكفوفين و بدعوة كريمة من جمعية النور العمانية شاركنا في ملتقى النور الفني والخاص بمسرح المكفوفين في العاصمة العمانية مسقط"

و اضاف , "‏ستكون ‏مسرحية طار الحمام لفرقتنا (اخراجاً و تأليفاً و تمثيلاً) إحدى أبرز المشاركات في هذا الملتقى حيث سيتحقق الحلم للظهور على الساحة العربية لأول مرة وما كان هذا ليحدث لولا توفيق من الله سبحانه وتعالى".

و اختتم الكناني حديثه , " أن فرقة السراج قدّمت سابقاً عروضاً مسرحية بممثلين مكفوفين إلا أن هذه التجربة تُعدّ رائدة على مستوى التأليف والإخراج أيضاً إذ أن المؤلف علي البصير والمخرج كرار صادق الموسوي كلاهما من المكفوفين ما يجعل العمل أول تجربة عراقية مسرحية مكتملة العناصر تنفذ بالكامل بأيادٍ كفيفة.

و من جانبه أوضح مؤلف العمل علي البصير, ان التجربة كانت شاقّة جداً وأخذت منا وقتاً طويلاً لكن الحمد لله النتيجة أبهرت الجمهور من حيث الأداء والإخراج في عرضها الاول في العراق و الان في مسقط أما من ناحية التأليف فكان التحدي الأكبر أن النص والإخراج والتمثيل كلهم من المكفوفين, "أردت أن أثبت أن الكفيف إذا أُتيحت له فرصة التدريب الكافي سيتحرّك على المسرح بطبيعية ومرونة تماماً كما يفعل في الشارع" . وهذا ما رأيناه فعلياً في العرض حركة انسيابية بدون أخطاء وبدون تصادم بين الممثلين وهذا بحد ذاته رسالة بأن الكفيف لا يحتاج إلى نظرة الشفقة المستمرة التي يفرضها المجتمع عليه , ان فكرة النص المسرحي (طار الحمام) انطلقت من مناقشة أمور نفسية تخص الفرد وانعكاسها على المجتمع مثلاً شخصية (أبو شلال) كانت متجبّرة لكن لما صار تحت يد الحلاق تحوّل إلى مظلوم بينما شخصية (أبو العطور) الفقير لما مُنح سلطة بدأ يظلم ويأمر هذه التحولات النفسية والاجتماعية هي جوهر العمل .

بهذه المشاركة استطاعت فرقة السراج و اقرانها المشاركين أن تفتح نافذة جديدة في فضاء المسرح و تؤكد أن الإبداع لا تحدّه الإعاقة، بل يتجلى حين تتوفر الإرادة والإصرار. تجربة (طار الحمام) لم تكن مجرد عرض مسرحي، بل رسالة إنسانية وفنية تُعيد تعريف مفهوم القدرة لدى المكفوفين، وتثبت أن الضوء الحقيقي يخرج من القلب، لا من البصر.


اسامة الخفاجي

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!