RSS
2025-12-18 10:12:31

ابحث في الموقع

مرخصة بشهادة عالمية.. العتبة الحسينية تبدأ اولى خطواتها في تشييد مدينة للصناعات الدوائية

مرخصة بشهادة عالمية.. العتبة الحسينية تبدأ اولى خطواتها في تشييد مدينة للصناعات الدوائية
مرخصة بشهادة عالمية.. العتبة الحسينية تبدأ اولى خطواتها في تشييد مدينة للصناعات الدوائية
بدأت هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة، أولى خطواتها في مشروع تشييد مدينة صناعية دوائية حاصلة على شهادة عالمية تسد حاجة ملايين المرضى في العراق، بعد ان تمكنت من استحصال موافقات مؤسسات عالمية على ترخيص العراق بصناعة الدواء بعد ان كان موجودا على لائحة الدول غير المرخصة من هذه المؤسسة العالمية لانشاء مدن لتصنيع الدواء ومنحه هذه التقنيات.

صناعات حديثة

وقال رئيس الهيئة الدكتور حيدر حمزة العابدي، في حديث لوكالة نون الخبرية، ان "المحور الثالث من زيارتنا للولايات المتحدة الاميركية كان يتعلق بمشروع الصناعات الدوائية لاننا نعمل على توفير صناعات غير موجودة في العراق، ويتضمن المشروع برامج صناعية دوائية عدة وتركز على الصناعات الحديثة وليست التقليدية، وتشمل الادوية العلاجية لأمراض شاملة ومنها أدوية الأورام والامراض المناعية والوراثية واي دواء تريد تصنيعه وتوفيره، والأهم من هذا هو شهادة هذه المدينة الصناعية الدوائية، حيث سيكون لنا في شهر آذار من العام المقبل (2026) لقاء مع مؤسسة الغذاء والدواء الاميركية بهذا الشأن"، مبينا بالقول "بعد عدة لقاءات مع جهات رسمية كانت تحظر على الشركات الكبرى نقل تقنيات تصنيع الادوية المتقدمة الى العراق الموافقات الرسمية منهم والتي خولت تلك الشركات للعمل معنا مما يشير لمستقبل عراقي أكثر استقراراً بعون الله"، مؤكدا ان "مطلع العام المقبل (2026) سيشهد البلد حدث مهم جدا وهو مشروع المدينة الصناعية الذي يتميز بنقل تقنيات تصنيع الادوية المعقدة الى داخل البلد وليس فقط تعبئتها، حيث ستحل اربع شركات كبرى هولندية وامريكية ضيوف على العراق لغرض توقيع العقد والشروع بعهد جديد للسنوات الخمس المقبلة ينهي العديد من تحديات ديمومة توفير الادوية البيولوجية والمناعية".

شهادة عالمية

وشدد على ان "حصولنا على تلك الشهادة العالمية تجعل منتجاتنا الدوائية موثوقة في اي مكان من العالم، لان تلك الجهات لديها سياسات معقدة ومشددة، ومنها بينات المتبرع بالبلازما وتحديد مكان اقامته بالقرب من المستشفى المعني بسحبها، ولديهم عن المتبرع جميع معلوماته وبيانات وتحليلات، بل حتى تحديد مكان ايقاف سيارته في المرآب الخاص بالمستشفى، واذا كان لدى المستشفى (20) متبرع فعليهم تفريغ مكان الى سيارات هؤلاء المتبرعين، وحتى يتدخلون بتوفير الانارة في المرآب حفاظا على المتبرع من الضرر بالظلمة، ولديهم تدقيق مشدد على المنتج وكيفية عدم وقوع خطأ في تصنيعه، وفحص المادة للتأكد من عدم وجود تلوث، ونقلها بسلسلة تبريد خاصة، ويقومون بفحص ثلاجات المؤسسة وامكانية خفض درجات الحرارة بسرعة محددة من قبلهم، وكيفية نقلها بالسيارة الى المصنع، وعندما منحونا شهادة عالمية فقد اصبحنا جزء من مؤسستهم العالمية المكونة من ألف مركز دولي، وصحيح انها رحلة طويلة الا انها اساس لكسر حاجز الخوف والانطلاقة لتحقيق نقلة كبيرة في عالم الطب بالعراق، مثلما بدأنا بالحصول على شهادات الاعتمادية بعلاجي التوحد والاروام".

حلم يتحقق

وأوضح العابدي، ان "الكثير من مرضانا يعانون من فقدان تلك الادوية على مدى سنين مرت، كون تلك المواد عليها طلب عالمي وتحتاج الى الديمومة وتمويل واتفاقات طويلة الامد مع شركات عالمية لضمان توفيرها باستمرار، وكان بالنسبة لنا حلما لانه مشروع موازنته كبيرة جدا، وعائد الاستثمار فيه قليل جدا، والتاجر العراقي يرغب بعائد الاستثمار السريع، وفيه تحديات تقنية لا تمنح الا للجهة التي تعتبر موثوقة بالنسبة للشركات العالمية الكبرى ومعروفة، وعلى سبيل المثال كان لدينا صديق اراد ان يحصل على وكالة خاصة من شركة تصنيع الساعات العالمية (رولكس) ولديه الاستعداد لوضع رصيد مالي ثابت له بقيمة مليار دولار أميركي كضمان، ولكن الشركة لم تمنحه الوكالة كونه مجهول بالنسبة لهم، كونهم يبحثون عن الاسم المعروف ويحافظون على سمعة مؤسساتهم، فكيف الحال ان كان الامر متعلق بالتقنيات المتقدمة التي تخص الصناعات الدوائية، وقد حاولت جهات عدة التواصل معهم لكن لم يستجيبوا لهم، وما تحقق لنا هو الانجاز بعينه ان نجلس معهم ونتحاور وندعوهم للدخول معنا في هذا الخط التصنيعي".

ترخيص التصنيع

واشار الى واحدة من التحديات، ان "العراق موجود على لائحة غير مرخص من الشركة لانشاء مدن لتصنيع الدواء ومنحه هذه التقنيات، والترخيص فقط في بيع الادوية، ما تطلب معها دخول جهات رسمية لديهم وتختص به جهة حكومية لديهم تدعى (مكتب الامن الصحي الدولي والدبلوماسي)، وبعد ان تعرفوا على مؤسستنا والامكانات لديها حصلت الموافقة من المكتب المعني، وجلسنا معهم واتفقنا على الاطار العام، وواحدة من تعقيدات اجراءات الموضوع انه غير معني بشركة واحدة بل مجموعة او منظومة شركات تخصصية تتكفل كل منها بجزء من المهام مثل الانظمة والقوانين المختصة بلائحة التصنيع المكونة من (1000) صفحة والتي تختص بها شركة واحدة، لان كل خطوة من الخطوات لها سياسة خاصة، وتصنيع (سيتات التجهيز) تنفذها شركة اخرى، والشركة المصنعة للمفاعلات التي تنتج المادة البيولوجية شركة اخرى، وفيها ايضا شركة متخصصة تضع خطط التوظيف والتدريب للمشروع الذي اذا اكتمل بناء مدينته الصناعية يمكن ان يوفر (15) الف وظيفة، وتتعهد تلك الشركات بتدريب جميع منتسبي المؤسسة حتى تصل الى السائق كونه ينقل منظومة تبريد، ونأمل في شهر شباط من العام المقبل مجيئهم بزيارة للعراق، وسننظم لهم جولة عراقية متكاملة كونه مشروع وطني نحاول به انهاء ازمة مرضى من الشمال الى الجنوب يعانون من عدم توفر العديد من الادوية، وابسط مثال مرض "نزف الدم الوراثي" الذي يحتاج للعلاج باستمرار".

انيتا بريكمان

وبين العابدي قائلا: ان "لقاء جمعنا مع الدكتورة (انيتا بريكمان) رئيسة جمعية (بروتينات البلازما العلاجية) في واشنطن (PPTA) الذي انظم اليها (1000) مصنع من اوروبا واميركا، ناقشنا موضوع الانضمام الى المجموعة وتفاجئت عندما علمت ان العراق تجرى فيه عمليات زرع النخاع، وزادت دهشتها عندما علمت اننا لدينا مراكز علاج اطفال التوحد، مؤكدة انها لم تتوقع ان هذه البلدان تهتم بهذه الشريحة من المجتمع، فأوضحنا لها ان مركزنا (اكاديمية السبطين) حاصل على الاعتماد الامريكي (BHCOE) أيضاً بل حتى الدراسة الجامعية في هذا التخصص مجانا بالكامل على نفقة العتبة الحسينية المقدسة، وكانت قد التقت قبل مدة مع العاهل السعودي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهي المدير التنفيذي للمجموعة"، منوها الى ان "المريض اذا لم يجد الدواء في المستشفيات الحكومية سيلجأ الى القطاع الخاص ويشتريه من جهات تدخل الدواء بصورة غير رسمية وبأسعار مكلفة ومثل هذه الجمعية لا تتعامل مع القطاع الخاص العراقي لان لا يصل الى حجم القطاع الحكومي الذي تكون طلبيات الادوية التي يريد شرائها كبيرة جدا، بينما القطاع الخاص يشتري على مستوى صيدلية صغيرة، وكانت دهشتها كبيرة لانهم يعتمدون ايصال الدواء الى المريض من المصنع بنفس الفاعلية الدوائية كونه علاج حساس جدا، لا ينفع ادخاله عبر صفقات تهريب او غيرها"، ذاكراً ان "مستوى العراق حسب احد التصنيفات للمؤسسة الدولية (يونيد اوب) معنية بجودة الصناعات الدوائية وضعته في المركز (155) وبعده خمس دول، لان هذه المواقع تصنف الدول حسب الابتكار والتقنيات التصنيعية، والى الآن صناعانا تعبئة وتجميع، وهي صناعات ثانوية غير معنية بجوة الصناعات الدوائية، وتوقع مسؤولو تلك المؤسسات العالمية ان انشاء هذه المدينة الصناعية الدوائية يمكنها رفع تصنيف العراق الى (30) نقطة"، منوها الى ان "جميع المتطلبات التي يراد توفيرها موجودة حاليا وأسهلها الاراضي والبنى التحتية، وهم يتكلمون عن الارادة والرؤيا وقد لاحظوا ان حتى طريقة التواصل معهم احترافية واننا نعرف ماذا نريد ونخطط للأمر خطوة بعد اخرى، بل انهم فرحوا عندما وجهنا لهم الدعوة وبرنامج الزيارة واكدوا ان البرنامج يؤكد انهم قادمون الى بلد مزدهر ومستقر بدون اجراءات امنية تعطي انطباع بهشاشة الوضع الامني، مع العلم انهم أرسلوا فرقا للتأكد من جميع المتطلبات التي يحتاجونها في زيارتهم"، متابعا بالقول اننا "اطلعنا السفير العراقي في واشنطن نزار خير الله بجميع التفاصيل وكان فرحا جدا والتقى بالوفد اكثر من مرة، مبينا انه كان ينتظر سماع تلك الاخبار بلهفة".


قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير: عمار الخالدي
كرار الاسدي

كرار الاسدي

كاتب في وكالة نون الخبرية

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!