ابحث في الموقع

خبراء: المالكي مستفيد من اعتزال الصدر السياسة

خبراء: المالكي مستفيد من اعتزال الصدر السياسة
خبراء: المالكي مستفيد من اعتزال الصدر السياسة
خلف اعتزال الزعيم الشيعي في العراق، مقتدى الصدر، عالم السياسة حالة من الجدل والتساؤلات عن خلفية القرار، لكن مراقبين قدروا أن المستفيد من اعتزال الصدر هو من يسعى إلى رئاسة الوزراء، والمقصود به نوري المالكي. وفي تفاصيل الخبر، فقد أطلق الصدر كلمات برر بها اعتزاله، قائلاً "من المنطلق الشرعي وحفاظاً على سمعة آل الصدر الكرام، ولاسيما الشهيدين الصدرين ومن منطلق إنهاء كل المفاسد التي وقعت أو التي من المحتمل أن تقع تحت عنوانها وعنوان هذه المكاتب في داخل العراق وخارجه ومن باب إنهاء معاناة الشعب كافة والخروج من أفكاك السياسة والسياسيين، فإنه يعلن إغلاق جميع مكاتب التيار الصدري وملحقاتها وعلى جميع الأصعدة الدينية والاجتماعية والسياسية وغيرها". وكان هذا الملخص هو ما تخلى به الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر؛ عن كتلته في مجلس النواب وعن وزرائه في الحكومة وعن مكاتبه المنتشرة في عموم محافظات العراق؛ على إثر السجالات والاتهامات التي اشتد أوارها بين كتل التحالف الوطني - بما فيها كتلته ووزراؤه - التي صوّتت بالموافقة على امتيازات تقاعد النواب والرئاسات الثلاث والخدمة الجهادية المبتدعة، مخالفين بذلك توجيهاته بضرورة التصويت بالرفض. لكن المفاجئ في الانسحاب برأي مراقبين، أنه يأتي بعد انتصارات حققها التيار الصدري على أكثر من جبهة؛ بدءاً من المكاسب التي تحققت له في انتخابات مجالس الحكومات المحلية التي جرت في أبريل 2013، والتي على ضوئها وضع التيار ومناصروه خططهم للانتخابات البرلمانية المقبلة والمفروض إجراؤها في 30 أبريل هذا العام؛ وليس انتهاء بتحالفاته مع الأكراد ومع المجلس الأعلى بقيادة عمار الحكيم؛ وموقفه الرافض للحل العسكري لأزمة الأنبار وهو ما أكسبه تعاطف أهل السنة. هواتف مغلقة وتخمينات وفي محاولاتنا المتعددة للحصول على تفسير أو رأي من الصدريين أنفسهم حول حيثيات الانسحاب؛ كانت الهواتف تعلن إغلاق الأرقام أو أنها خارج التغطية، فلم يبق أمامنا غير أن نستعين برأي شركاء العملية السياسية من باقي الكتل. وفي هذا السياق، قال عضو التحالف الكردستاني النائب محمود عثمان لـ"العربية.نت": "إن الموقف ما زال غامضا لدينا؛ ومن المبكر إعطاء رأي معين، فالتوقعات في الأيام القادمة كثيرة". أما النائب عن الكتلة التركمانية فوزي أكرم ترزي - عضو كتلة الأحرار - فقد قال لـ"العربية.نت": "الانسحاب لم يأتِ اعتباطاً أو أنه وليد لحظته؛ وإنما جاء احتراماً لحقوق الطبقات المسحوقة والمهمّشة بعد أن كثرت الممارسات غير المسؤولة وحدثت خروقات سياسية عدّة"، مؤكداً بقوله "نحن كقومية ثالثة (بعد العرب والكرد) نناشد السيد مقتدى الصدر العدول عن قراره لكون المرحلة قلقة واستثنائية وبحاجة إلى قيادات حكيمة؛ وسنشكل وفداً من الرموز الوطنية والشخصيات والوجهاء ونتوجه إلى النجف الأشرف لهذا الغرض". الخاسر والمستفيد ومن جهته، أوضح رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية - واثق الهاشمي لـ "العربية.نت" أن "الانسحاب يأتي في فترة حرجة جداً؛ وأسبابه معروفة فقد خذل النواب والوزراء الصدريين قائدهم". وأضاف "أتوقع حصول تظاهرات حاشدة لأنصاره بعد صلاة الجمعة القادمة؛ فالكتلة الصدرية صاحبة ثقل لا يستهان به في الحياة السياسية وفي المجتمع؛ وتمثيلهم بـ 40 مقعداً في البرلمان يجعلهم عامل ترجيج لأي مرشح رئاسي أو وزاري، وبالتأكيد فإن انسحابهم سيستفيد منه خصومهم السياسيون وتحديدا من كتلة التحالف الوطني". وانسحاب الصدر في هذه المرحلة المتزامنة مع التصعيد الطائفي جراء عمليات الأنبار؛ سيفتح المجال واسعاً أمام الأصوات الطائفية للصعود ثانية، بحسب رأي الخبير السياسي أمير جبار الساعدي. وأضاف الساعدي أن "القرار كان ردّة فعل على الخيبة التي أصابت السيد مقتدى وهو يرى الوزراء والنواب الذين صعدوا باسمه وباسم تراث الصدرين يخرجون عن توجيهاته وينحازون إلى مصالحهم؛ وهو ما دعاه إلى أن يبرئ ذمته أمام مؤيديه وقواعده الشعبية، أما من الذي سيكون الرابح فأقول لك هو من يسعى وراء كرسي رئاسة الوزراء قطعاً". وجدير بالذكر أن الانسحاب الحالي للصدر يحدث للمرة الثانية؛ بعد إعلان الرابع من أغسطس 2013 الذي قرر فيه مقتدى الصدر اعتزال الحياة السياسية، بسبب حدوث صدامات مسلحة بين أنصاره و"عصائب أهل الحق" التي تتبع الشيخ قيس الخزعلي القيادي السابق في التيار الصدري. العربية نت
التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!