في تشرين الثاني 2022.
وخلال هذه الفترة، تمكن الفريق من تنفيذ أكثر من 800 مشروع متنوع في مختلف القطاعات الخدمية والبنى التحتية والفوقية، بتكلفة إجمالية بلغت نحو 800 مليار دينار، مستهدفاً تحسين الواقع المعيشي لما يقارب 4 ملايين و70 ألف مواطن في 11 محافظة.
مشاريع منجزة
وقال المعاون الإداري لفريق الجهد الخدمي والهندسي، نبيل غازي لـ"الصباح": إن "تشكيل الفريق جاء استناداً إلى قرار مجلس الوزراء رقم 286 لسنة 2022، بالتزامن مع تشكيل الحكومة الحالية التي أعلنت في برنامجها الحكومي تبني شعار حكومة الخدمات، وقد تجسد هذا المفهوم فعلياً من خلال تأسيس الفريق ومنحه صلاحيات واسعة مكّنته من تنفيذ مشاريع خدمية مهمة في مختلف القطاعات".
وأوضح، أن "الفريق حصل على عدد من الصلاحيات الخاصة التي تمكّنه من العمل وفق آليات تنفيذية مستندة إلى قرارات حكومية، من بينها قرار مجلس الوزراء رقم 286 والقرار رقم 350 لسنة 2022، إضافة إلى قرارات أخرى، والتي أسهمت في تحديد الإطار القانوني والإداري لعمل الفريق. ومن بين أهم الصلاحيات الممنوحة للفريق إجازة الدخول إلى المناطق الزراعية التي أصبحت مناطق حكومية، سواء الواقعة ضمن حدود أمانة بغداد أو ضمن حدود المؤسسات البلدية في المحافظات".
وأشار غازي، إلى أن "هذا الملف كان من أكثر الملفات حساسية وتعقيدًا، إذ بقي متروكاً دون حسم لسنوات طويلة نظراً لاحتياجه إلى قرارات جريئة وتشريعات من مجلس النواب. لكن مع تشكيل الحكومة الحالية، تم منح الفريق صلاحيات استثنائية مكنته من تقديم الخدمات للمناطق المحرومة التي كانت تعاني من انعدام شبه تام في البنى التحتية".
وأضاف، أن "الفريق باشر أعماله رسمياً في شهر تشرين الثاني 2022، وانطلق إلى عدد من المناطق التي كانت توصف سابقاً بأنها مناطق تجاوزات، ليدخل إليها لأول مرة بشكل رسمي ومنظم. وخلال فترة عمل امتدت إلى ثلاث سنوات تقريباً، تمكن الفريق من تنفيذ أكثر من 800 مشروع متنوع شمل البنى التحتية والفوقية، إضافة إلى مشاريع الإكساء والتأهيل والصيانة في مختلف القطاعات".
وبيّن غازي، أن "الأعمال المنجزة شملت قطاع الخدمات البلدية والقطاع الصحي، إذ قام الفريق بترميم وإنشاء عدد من المستشفيات والمراكز الصحية، كما أنجز مشاريع مهمة في قطاع الكهرباء والماء والمجاري، بما في ذلك شبكات الماء الصافي وشبكات الأمطار والمياه الثقيلة. كما شمل عمل الفريق قطاع التربية، حيث تمت إعادة تأهيل وترميم العديد من المدارس وإنشاء مدارس جديدة لتلبية احتياجات المناطق السكنية التي كانت تفتقر إلى البنى التحتية التعليمية".
ولم يتوقف نشاط الفريق عند ذلك، إذ امتد إلى قطاع الثقافة أيضاً، حيث رمم عدداً من المسارح والمؤسسات الثقافية التي كانت مهملة منذ سنوات، مما أعاد إليها دورها الحيوي في تنشيط الحركة الثقافية في
البلاد.
وأكد غازي، أن "ما يميز فريق الجهد الخدمي والهندسي هو سرعة التنفيذ وقلة التكاليف مقارنة بأسلوب المقاولات التقليدي، إذ يعتمد الفريق بشكل أساسي على كوادره الفنية المتخصصة والآليات الحكومية المتوفرة لدى مؤسسات الدولة، مع وجود استثناء قانوني يتيح له استخدام أسلوب المقاولات بنسبة لا تتجاوز 30 بالمئة من المشروع عند
الحاجة".
وأوضح، أن "الفريق تمكن، بفضل هذا الأسلوب، من تنفيذ مشاريع بلغت كلفتها الإجمالية نحو 800 مليار دينار فقط، وهي كلفة بسيطة جداً إذا ما قورنت بحجم وعدد المشاريع المنفذة التي تجاوزت المئات في مجالات البنى التحتية والفوقية". وأشار غازي، إلى أن "الغاية الأساسية من عمل الفريق تتمثل في إيصال الخدمات إلى المناطق التي لم تُستهدف سابقاً بأي شكل من أشكال التنمية، والمساهمة في تحويل المناطق العشوائية إلى مناطق حضرية منظمة، بما يحقق التنمية المستدامة ويعيد الحياة إلى تلك المناطق التي كانت تُعدُّ سابقاً بيئة طاردة للسكان والكفاءات".
وبيّن أن "هذه المشاريع ساعدت على تحويل تلك المناطق إلى بيئات جذب واستقرار بفضل الخدمات التي تم توفيرها والبنية التحتية التي أُنجزت خلال فترة زمنية قصيرة. كما ساهمت في إعادة بناء الثقة بين المواطن والحكومة، إذ أصبحت المشاريع ملموسة على أرض الواقع ويمكن للمواطنين الاستفادة المباشرة منها بعد سنوات من المعاناة والحرمان".
وختم غازي حديثه بالتأكيد على أن "ما تحقق من إنجازات خلال هذه الفترة لم يكن مجرد تنفيذ مشاريع خدمية فحسب، بل هو تحول نوعي في مفهوم إدارة الخدمات العامة في العراق، إذ ساهم في تحسين الواقع البيئي والمعيشي في المناطق المستهدفة، وأعاد الأمل إلى سكانها من خلال توفير شبكات الماء الصافي، وأنظمة الصرف الصحي، وخدمات الطرق والإكساء، والمرافق الأساسية التي كانت مفقودة تماماً قبل انطلاق عمل الفريق".
أرقام وإحصائيات
رئيس فريق الجهد الخدمي في بغداد، محمود عزيز، قال لـ"الصباح": إن "الفريق يقدم خدماته البلدية لحوالي 4 ملايين و70 ألف مواطن ضمن 11 محافظة من خلال تنفيذ مشاريع واسعة تشمل جميع القطاعات الحيوية".
وأضاف ، أن "الفريق أنجز العديد من المشاريع، بينما لا يزال 213 مشروعاً قيد التنفيذ، منها 42 مشروعاً وصلت نسب الإنجاز فيها إلى 90 بالمئة، فيما بلغت نسب الإنجاز في المشاريع المتبقية 70 بالمئة، وشملت الإنجازات إنشاء وتأهيل 1650 كم من شبكات المجاري ومياه الأمطار، وترميم 145 مدرسة في المحافظات المشمولة بخدمات الفريق، إلى جانب بناء وإنشاء 16 مركزاً صحياً وتأهيل 10 مستشفيات". كما نفذ الفريق مشاريع طرق واسعة شملت إكساء 11 مليوناً 4 آلاف متر مربع من الطرق الرئيسية، ونصب 586 محولة كهربائية، وإنشاء 2000 كم من شبكات الماء الصافي لتلبية احتياجات المواطنين. وأوضح، أن "المرحلة المقبلة من خطط الفريق ستشمل توسيع نطاق المشاريع لتغطية مناطق إضافية محرومة وعشوائية، مع التركيز على استدامة المشاريع وفق المعايير الهندسية والفحوصات الفنية لضمان الاستفادة القصوى من الخدمات المقدمة".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!