ابحث في الموقع

عشرون عاماً من الانتخابات

عشرون عاماً من الانتخابات
عشرون عاماً من الانتخابات
بقلم: سلام مكي

بين أول عملية انتخابية جرت في العراق بعد سقوط النظام السابق وآخر انتخابات عقدان من الزمن. عشرون عاما كانت حافلة بالكثير من الأحداث والمواقف والآراء والحكومات والشخصيات التي تولت على رئاسة الحكومات والوزارات. المنطق يقول أن الانتخابات الأولى يجب ألا تتشابه مع الانتخابات التي جرت قبل أيام. فالعراقي في عام 2005 ليس العراقي في عام 2025، لأن عشرين عاما يجب أن تكون كافية لكي يفهم ويعي حقيقة الأحزاب النافذة، ويدرك مرامي السياسيين وما يريدونه من العراق والعراقيين. صحيح أن الوجوه تغيرت كثيرا، فصقور البدايات لم يعودوا كما كانوا قبل عشرين عاما، فهم بين متقاعد أو متوفي أو انتهى دوره في العملية السياسية، لكن ما نقرأه ونراه في هذه الانتخابات، أن ثمة الكثير من التشابه بين انتخابات عام 2005 وانتخابات 2025، أبرز أشكال التشابه، أن الفكر الذي كان موجودا في ذلك الوقت، لازال حاضرا اليوم. الأحزاب القديمة لازالت موجودة، لكن اسماءها تغيرت.

صحيح أن الانتخابات الأولى، لم يكن للعراقي اختيار مرشح بعينه، بل عليه أن يختار قائمة مغلقة، متكونة من عدد من المرشحين، وأصوات الناخبين تذهب الى المرشح الأول، فإذا حقق الفوز، ستذهب الأصوات التي المرشح التالي وهكذا. وكل قائمة تمثل طائفة واحدة، إذ أن تلك الانتخابات شهدت اصطفافا طائفيا لا مثيل له في تاريخ العراق. أما الانتخابات الحالية، فإن القانون الجديد سمح للناخب بأن يختار مرشحا الى جانب القائمة، وله الحق في اختيار قائمة فقط، الاختلاف الشكلي يكمن في أن القوائم التي شاركت في الانتخابات السابقة، تعرضت لانقسام وانشطار، إذ لم يعد أحد من تلك الأحزاب أن تقبل بفكرة خضوعها لزعامة حزب آخر، لذلك قرر كل حزب أن يكون زعيما بنفسه. التشابه المسكوت عنه أن القوائم الكثيرة، ستتحول الى قليلة، إذ سيلتئم الفائزون وستتحد القوائم فيما بينها، لتشكل كتلة برلمانية حتى تقف بوجه الكتل الأخرى التي ستتشكل هي الأخرى لتكون ندا لباقي الكتل، وغالبا ما تكون بواعث الاتحاد بين الكتل يعود لأسباب طائفية بحتة. 

وتتشابه الانتخابات التي جرت قبل أيام بين الانتخابات التي جرت قبل عشرين عاما، أن وعي الناس، لازال كما هو، لم يتغير، وخطاب الأحزاب، يستخدم ذات اللغة: الانتخاب لأجل الطائفة لا غير. ولعل نتائج الانتخابات، قد كشفت الكثير عن العراقيين واختياراتهم، إذ لازالت الزعامات التقليدية هي المهيمنة على الخطاب السياسي للبلد، رغم أن تلك الزعامات لم تقدم أي شيء لناخبيها، لكن أولئك الناخبين مصرون على انتخاب تلك الزعامات، حتى لو لم يحصلوا على شيء! معادلة لا يمكن حلها، ولا تبريرها، إلا بشيء واحد وهو الجهل المقدس!!

المقالات لا تعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن آراء كتابها
كلمات مفتاحية
التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!