اجتمعوا من ثلاث محافظات شمالية وغربية وجنوبية في مؤسسة وارث الدولية للاورام وغايتهم واحدة هي العلاج بافضل الطرق والاجهزة ومجانا على حساب العتبة الحسينية المقدسة التي تنهل من فيوضات المرجعية الدينية العليا التي ترعى جميع العراقيين وتظلل عليهم كما يضلل الاب على عياله، فكان لهم ما اردوا وتملكتهم الدهشة مما شاهدوه فيها. خديجة بهام السيدة المسيحية التي تقطن مدينة قرقوش تقرأ في وجهها طيبة الام العراقية وصبرها على الشدائد، هي من عائلة فقيرة اصيب زوجها باورام سرطانية منذ ثلاثة اشهر وعجزت ماديا عن ايجاد العلاج له، لان التشخيص الاول لبعض الاطباء اخبرهم ان عنده جلطة دماغية، الا انه تبين ان ورما سرطانيا اصابه، فاصطحبته الى مستشفى ابن سينا في محافظة نينوى وبعض الاطباء في عياداتهم الخاصة، وكانوا يعانون من حجم الانفاق الكبير وصعوبة الحصول على العلاج والجرعات فاثقل كاهلم بالديون، حتى جائهم الفرج عندما اخبرهم طبيب اخصائي عن مبادرة العتبة الحسينية المقدسة كوثر الزهراء عليها السلام المخصصة لمعالجة المرضى مجانا ومنها مرض زوجها. المسيحي من قرقوش تواصل هذه الزوجة المسكينة حديثا بالقول " لم أتي الى محافظة كربلاء سابقا ولا اعرف احدا فيها، فحملت زوجي وسافرنا بسيارة من قرقوش الى بغداد ومنها الى كربلاء وما ان نزلنا في المرآب الرئيسي للمدينة واستأجرنا سيارة اجرة حتى ابلغنا السائق انه سيوصلنا الى الباب الداخلي للمستشفى، بل عندما عرف اننا من قرقوش ومن الطائفة المسيحية تمسك بنا والح علينا ان يكون بيته مضيفا لنا، وعندما علم اننا سنسكن في مدينة وارث للاورام زودنا برقم هاتفه لتقديم الخدمة لنا في اي وقت".
وتضيف وقد نزلت دموعها على خديها" كنت خائفة من المجيء والسفر لكن كلمات سائق الاجرة وموظفي الاستعلامات والملاك الطبي وترحابهم بدد كل خوف عندي وبقيت جملة قالها اكثر من شخص عندما علموا اننا مسيحيين ومن مدينة قرقوش "انتو اهلنه يمه" ترن في اذني، وتفاجئنا بمستوى الترحاب والاهتمام، فتم تحويل زوجي الذي كانت حالته صعبة بسرعة الى العناية المشددة ثم الى العناية المركزة، وعلى مدار اليوم وبالدقيقة يمر الاطباء والممرضين لمراقبة حالته والاطمئنان عليه واعطاءه بعض الادوية وقد تحسنت حالته بعد يوم واحد من دخوله الى مؤسسة وارث للاورام، وعلاجه بالاشعاع ميسر جدا ولا ننتظر كثيرا او نذهب الى البيت ثم نرجع"، مؤكدة ان "تلك المبادرة هي فخر للعراقيين و"بلسم لجراحنا"، فاينما التفت اجد من كل محافظات العراق، وانا على اتصال دائم باهلي وجيراني في قرقوش واصبح حديثهم الان ما انقله لكم عن النظافة والاهتمام والعلاج والترحاب والضيافة وتحمل تكاليف العلاج مجانا، واحيي القائمين على تلك المبادرة الانسانية واحيي الامام الحسين الذي اوجد هكذا رجال ونساء يقدمون العطاء دون مقابل.
من الانبار مصطفى حسام الساكن في محافظة بابل انقطعت به السبل وهو يراجع بأم زوجته التي تسكن مدينة الرمادي بمحافظة الانبار المريضة في عيادات ومستشفيات الانبار وبغداد وبابل، التي تعاني من ورم سرطاني حميد في محجر العين منذ ثلاث سنوات، وسبق ان اجريت عملية جراحية في مدينة الطب ببغداد لكن بعد عام عاد الورم مرض اخرى الى عينها، كما لم تنفع عملية جراحية اخرى عند احد الاطباء في محافظة بابل رفع فيها جزء من الورم وبقى منه ما لاصق الدماغ، وتم تحويلنا لتلقي الاشعاع ولابد ان يكون جهاز خاص والشخص العامل عليه على خبرة ودراية لان الورم ملاصق للدماغ وطلب منا مبلغ 4500 دولار، ونحن نعاني من صعوبة العيش وقد انفقنا بحدود عشرة ملايين دينار، وهي ما زالت تعاني من الام حادة في الرأس، وكل من يريد اعطائنا العلاج بالاشعاع لا يعطينا ضمان بالشفاء من الورم رغم غلاء الاسعار".


ويؤكد مصطفى حسام "اطلعت على اعلان مبادرة كوثر الزهراء عليها السلام المخصصة لمعالجة المرضى مجانا في مواقع التواصل الاجتماعي فراسلت الصفحة واخبروني ان العلاج موجود، فجئت مسرعا من الانبار الى مؤسسة وراث الدولية للاورام مصطحبا ملف مريضتي بالكامل، واتخذت اجراءات كثيرة وحصلت على تطمينات من الاطباء ان العلاج موجودة وممكن شفاء مريضتنا في هذه المؤسسة التي ومن النظرة الاولى تعرف انها عالمية بكل شيء مبانيها واجهزتها وملاكاتها ونظامها وخطط عملها، وهو امر يجعل الانسان العراقي يفتخر بوجود مثل تلك المؤسسات في بلده والفخر الاكبر ان العتبة الحسينية المقدسة هي من تنشئه بامكانياتها المحدودة".
من الناصرية المتقاعد والمثقل بالهموم والديون وضيق الحال عباس عزيز مخيلف الساكن في مركز مدينة الناصرية تعاني زوجته من ورم سرطاني في الكبد منذ تسعة اشهر، راجع بها عدد من الاطباء المختصين وانفق اكثر من سبعة ملايين دينار ما اضطره الى الاقتراض، وهو لا يملك الا راتبا تقاعديا، وراجع مستشفيات الناصرية واجريت لها عملية جراحية وتلقت زوجته الجرعات الكيمياوية لكنها تحتاج الى علاج هو عبارة عن حبوب خاصة مكلفة جدا، تصل قيمتها مع كل جرعة 240 الف دينار، يشير بالقول" ما ان سمعت بالمباردة التي اطلقتها العتبة الحسيني المقدسة حتى اصطحبت زوجتي وجئت بلمفها الطبي الى المؤسسة التي استقبلتنا باسلوب لا يمكن وصفه من الحفاوة والاهتمام واكثر ما يريح النفس انهم يزرعون الاطمئنان في قلوب المرضى وهم يؤكدون وجود العلاج وامكانية شفاء المريض هنا، واستطيع القول ان مؤسسة وارث الدولية للأورام انقذتني وحفظت ماء وجهي".


تقرير /قاسم الحلفي
تصوير /عمار الخالدي
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!