فحوصات عالمية وجلسات اشعاع وعلاج طبيعي... صرح طبي فريد تشيده العتبة الحسينية في وسط العاصمة بغداد(مصور)

وقال المدير الاداري للمشروع الدكتور "قاسم البياع" في تصريح خص به وكالة نون الخبرية ان" المشروع يعتبر احد اهم المشاريع الرائدة الموجودة حاليا في بغداد، لانه يوفر خدمات نوعية غير متوفرة في المنطقة، حيث ما زالت كثير من التحاليل والفحوصات المختبرية العالية ترسل الى دول اخرى خارج العراق وهي عملية تكلف مبالغ عالية ومدة اطول في اظهار النتائج وجودة غير معروفة لاننا لا نرى من عمل عليه واظهر نتائجه، وسبب تسمية المختبر بـ"المرجعي" هو العمل على توفير هذه الخدمات التي سيتم توفيرها على مراحل جزء بعد آخر، لضمان تكاملها داخل العراق بما يطلق عليه عالميا (IN HOUSE) لتخفيف الاعباء المالية على المواطن كونها خدمات مدعومة من العتبة الحسينية المقدسة وضمان جودة التحليل والفحص المختبري وتطبيق المعايير العالمية"، مشيرا الى ان "البناية ستتضمن افتتاح (15) عيادة استشارية طبية بمختلف التخصصات الطبية اضافة الى مختبر وارث المرجعي، كما ستتضمن توفير وحدة العلاج الكيميائي حيث اثبتت الاحصائيات التي اجرتها هيئة الصحة والتعليم الطبي ان نسبة (30 ــ 40) بالمئة من المرضى الذين يتلقون جرعات العلاج الكيميائي اليومي في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام هم من سكنة بغداد، وكانت رؤية العتبة الحسينية المقدسة ورئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي الدكتور "حيدر حمزة العابدي" توفير هذه الخدمة لهؤلاء المرضى بعد اجراء اجراءات المعاينة والفحص واجراء الفحوصات الاشعاعية والمختبرية واجراء العمليات الجراحية في العاصمة بغداد التي يسكنون فيها بدل تحملهم معاناة السفر والتعب، كما سوف يستفيد مرضى المحافظات المجاورة للعاصمة بغداد من هذه الخدمات، وهو ما سيسهم بتقليل الزخم على مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام وتمكنيها من استيعاب اعداد اخرى من المرضى من محافظات اخرى، وتسهيل علاج مرضى بغداد قرب مناطق سكناهم".

خدمات متنوعة

واضاف "البياع" قائلا ان" المختبر يتضمن اجراء فحوصات وتحاليل الاحياء المجهرية، والكيمياء السريرية، وتطوير في قسم المناعة، وتحليلات علم الوراثة، كما ستتوفر فيه وحدة "الديلزة" الخاصة بغسيل الكلى وبسعة سريرية تصل الى (15) سرير وهي اعلى سعة سريرية في المستشفيات الموجودة هنا، وستكون خدماتها باسعار مدعومة من العتبة الحسينية المقدسة، وكذلك سيتوفر في البناية وحدة العلاج الطبيعي، ووحدات التأهيل بعد الاصابات الرياضية، والعمليات الجراحية، والجلطات الدماغية، وتأهيل ما بعد الشلل، وتأهيل المبتورين والاطراف الصناعية، التي ستخفف الزخم عن مركز الهادي لاعتلال العضلات والاعصاب وتغني مرضى بغداد والمحافظات القريبة منها عناء السفر الى كربلاء المقدسة، وهي مجموعة خدمات نوعية توفرها هيئة العتبة الحسينية المقدسة بشكل متكامل في مكان واحد ولا يوجد نظير لها".

ستة طبقات

واوضح ان" العمل يجري حاليا بمرحلة التأهيل كونها بناية قائمة بذاتها سابقا ويتطلب تغيير جنسها من "مول تجاري" الى مؤسسة طبية، وتحتاج الى مجموعة كبيرة من التغييرات للوصول الى المحددات والمعايير العالمية لكي تتأهل ان وتفتتح طبيا، وسبق ان انجزت مجموعة تغييرات في وقت سابق وحاليا تجرى تغييرات جديدة، ونأمل افتتاح البناية في الربع الاول من العام المقبل (2026) وتنفذ من قبل شركة رصينة سبق لها ان نفذت اعمال مماثلة وباشراف مهندسي هيئة الصحة والتعليم الطبي، والبناية مساحتها الكلية (2000) متر مربع، ومساحتها البنائية (12) الف متر مربع، ومكونة من (6) طبقات ومساحة الطبقة الواحدة الفي متر مربع، وستتوفر في طبقة المبنى الارضية صالة للاستقبال وغرف لسحب الدم، وصالة للانتظار، وغرفة المحاسب، وصالة للفعاليات الحيوية، وباقي الخدمات ستتوفر في اي مكان يتوجه اليه المريض للعلاج، كما ستوفر العتبة الحسينية في المبنى مركز لعلاج امراض العيون بالاتفاق مع احد كبار الاطباء وعلى مستوى عالي جدا ويعتبر من المراكز القليلة المتطورة الموجودة في المنطقة"، مبينا ان" هيئة الصحة والتعليم الطبي هيأت جزء من الملاكات الطبية التي ستعمل في هذا الصرح الطبي بالعاصمة بغداد وتلقوا تدريب عالي المستوى، كما سيتم الاستعانة بعدد من اطباء الهيئة الخبيرة بعد تنسيق اوقات دوامهم، كما نرصد باقي الملاكات ونعتمد على الدورات التدريبية التي تعتمدها وتقيمها هيئة الصحة بشكل مستمر ودوري لجميع ملاكاتها لتكتسب خبرات العمل وفق المعايير العالمية المعتمدة، ولكون جميع مؤسستنا مقبلة على نيل الاعتمادية الدولية التي تحتم على العاملين تطبيق فقرات كثيرة جدا، ودقيقة، ومتعبة، ومهمة، ترتقي بمستوى الخدمة من جهة وتطور مهاراتهم وكفائتهم من جهة اخرى وقد لا يتحملها البعض الا ان من يجتازها اكتسب خبرات على غرار ما يقدم في المستشفيات العالمية، وهي شهادة عملية ووظيفية للمؤسسة والعاملين فيها".

اعتماديات دولية

وتابع بالقول ان" هناك اعتمادية تسمى "CAP" (هو برنامج الحصول عليه يعطي انطباع ان المختبر يقوم بعمله على اساس اعلى معايير الجودة في الاجراءات المتعلقه بالمختبر)، وتقوم بتقديمة الكلية الاميركية لعلم الامراض (Collage American Pathologist) وهو ارفع اعتماد دولي للمختبرات ولا يوجد اي مختبر في العراق حصل على رخصة منه، وعمله يتضمن الاشتراك السنوي في برامجه وتسديد مبالغ الاشتراك ويرسل للمشترك شحنات فيها نماذج من تحاليل نسيجية وجينية مجهولة المصدر بشكل نهائي ويبلغ المشترك فقط بنوع المرض، وعليه اظهار نتائجها وارسالها الى موقعهم، وبعد مدة معينة من تلك الاختبارات يكون اشبه بالامتحان والحصول على درجات الاختبار، وهي اختبارات ستكشف كفاءة الاجهزة المستخدمة في المختبر حيث حددوا مجموعة خاصة من الاجهزة المعتمدة لديهم، وكذلك خبرات الايدي العاملة عليها، والخطة التشغيلية وتنظيم حياة الجهاز، ومنها تتعرف على الدرجة التي تحصل عليها اما ان تكون ناجحا او غير ناجح، ولله الحمد ان مختبر وارث المرجعي ومن اليوم الاول لافتتاحه وبتوجيه من رئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي الدكتور "حيدر حمزة العابدي" شاركنا في البرنامج منذ مطلع العام الجاري (2025) وحصلنا خلال عام واحد على درجة عالية جدا في هذه الاعتمادية تجاوزنا فيها (90) من مئة، وجددنا الاشتراك فيها ومقبلين على التفتيش الدولي (Inspection International) حيث سيزورنا في منتصف العام المقبل (2026) مفتشين دوليين من مختلف الجنسيات العالمية وسيفتشون المختبرات وسير العمل فيها وكفاءة الاجهزة وخبرات الملاكات العاملة وكل ما مطلوب من معايير عالمية يتوجب تطبيقها والعمل بموجبها، من دخول نموذج عينة الدم الى اظهار النتائج مرورا بجميع المحاور التي يمر بها من الحرارة، والتهوية، والتعقيم، والسيطرة، على التلوث، ونأمل الحصول على الاعتمادية وهو حدث سيسجل لاول مرة على مستوى العراق وسيصبح اسم المختبر موجود على مستوى المنطقة وليس في العراق حصريا، كون البرنامج يركز على جودة الاجراءات المختبرية، وسلامة المرضى والعاملين، ودقة وموثوقية النتائج، وكفاءة الملاكات والبنى التحتية، والالتزام بالمعايير الاخلاقية والمهنية".

قاسم الحلفي ــ بغداد